ولدنا مسلمين
ولدنا مسلمين ... صفة نحملها في شهادات الميلاد كما نحمل اسمائنا و تفاصيل أخرى تعرفنا مع أنها لا تعني من نكون. و كبرنا و نحن لا نزال نحمل اسلامنا صفة لا أكثر غير مدركين لعمق تلك الكلمة التي التصقت بنا منذ نعومة أظفارنا، أو آبهين لنعمةٍ أعطيت لنا دونما جهد يذكر، مع شروق كل شمس نكبر أكثر، و نظل نمارس اسلامنا بسطحية أكبر ... نصلي ... نعم، نقرأ القرآن... و ربما نقوم الليل... و لكن بلا عمق ... بلا احساس ... و بلا معنىً لما نفعل ...
نتنافس في عدد الركعات ... و عدد الصفحات ... و عدد الختمات ... نحمل هذه الأرقام كعلامات تفوق ... و ننتظر أن تلصق النجوم على جباهنا شاهدة على تحصيلنا ... و ننسى لمن كنا نصلي و نقرأ ...
ننسى أن نعمه سبحانه علينا أعظم من كل ما نعمل ... و أن كرمه لو قورن بكل أرقامنا لفاقها عدداً ... ننسى أنه ينظر إلى قلوبنا ... يحاسبنا على عمق إيماننا ... و ليس على سطحية نفاقنا ...
و لكن لو تذكرنا للحظة نعمته علينا بأن ولدنا مسلمون ... و لو تأملنا عظمته أكثر ... و تقربنا اليه و دعوناه ... لو تفكرنا في عظمة خلقه و رحمته ... و في ملكه و قوته ... لعدنا اليه و أعلنا اسلامنا من جديد ... اسلام حقيقي كما أراده ... يشعلنا حباً و عطاءً من جديد ... و يملأنا أملاً و نوراً و رحمة ...
إلى كل مسلم عاش الإسلام كلمة على سطح حياته، و لم يذق حلاوتها في قلبه، حاول التمعن في اسلامك أكثر، استشعر حب الله في قلبك و في المرة القادمة التي تقف فيها بين يديه لتصلي تذكر عظمة خالقك، و استشعر حبه في قلبك، و صلي لأجله فقط غير آبه بمن حولك ...